الرئيسية عبادات ومعاملات قصة سيدنا سليمان عليه السلام

عبادات ومعاملات

قصة سيدنا سليمان عليه السلام

قصة سيدنا سليمان عليه السلام

يقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز :”نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين” ( يوسف – 30). من يتدبر آيات القرآن الكريم يرى أنها اشتملت على قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، مثل قصة آدم ونوح وصالح وإبراهيم عليهم السلام وغيرهم الكثير.

والمتتبع لآيات الذكر الحكيم يجد أنها تناولت قصصاً كثيرة منها قصص الأنبياء التي تكررت في أكثر من موضع وذلك لحكمة ولزيادة العبر والعظات وتذكير المؤمن دائما بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة ، وليبقى في حالة خشية من الله تعالى وخوف من عذابه.

وفي سلسلة من الحلقات نتوقف مع أشهر القصص في القرآن ، ونلقى الضوء عليها ونبين الحكمة والعظة والعبرة من ذكرها ونسردها بأسلوب شائق هذه القصص.

“ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب” 

هو سليمان بن داود عليهما السلام وقد ورث سليمان داود: ورثه في النبوة والملك ليس المال لأن الأنبياء لا يورثون وإنما تكون أموالهم صدقة من بعدهم للفقراء والمحتاجين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نحن معشر الأنبياء لا نورث” ولقد أعطى الله سليمان عليه السلام ملكا عظيما لم يعطه أحداً من قبله ولن يعطيه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان «رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعديû لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده فقد سخر الله لسليمان عليه السلام الجن وكانت تعمل طبقا لتعليماته وأوامره. كانت تصنع تماثيل عظيمة وقدورا لطعام الجنود والعمال وأنعم الله على سليمان بنعمة أخرى «وأسلنا له عين القطر û والقطر هو النحاس المذاب مثلما أنعم على والده داود عليه السلام بأن ألان له الحديد وعلمه كيف يصهره ، وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمة فى الحرب والسلم. 

كان سليمان يتكلم مع الطيور ويوظفها فى خدمته فقد سخر الله له الوحوش وأخضع له الرياح فكان باستطاعته التحكم في الرياح وأن يركبها هو وجنوده «فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب.

كان سليمان عليه السلام يستطيع أن يسمع همس النمل وكان بإمكانه أن يأمر النمل فيطيع أوامره ، ولقد كان جيش سليمان أقوى الجيوش في العالم فقد كان مكوناً من البشر والجن والطير «وحشر لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون . 

وبرغم كل هذه النعم العظيمة والمنح الخاصة ، فقد فتن الله تعالى سليمان ، واختبره وامتحنه والفتنة امتحان دائم ، فتن الله سليمان بالمرض «ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب û ابتلى سليمان بمرض شديد حار فيه أطباء الإنس والجن ، وأحضرت له الطيور أعشابا طبية من أطراف الأرض فلم يشف ، واستمر هذا المرض فترة كان سليمان فيها لا يتوقف عن ذكر الله وطلب الشفاء وانتهى امتحان الله تعالى لعبده سليمان وشفي .

من النعم التي أنعم الله بها على سيدنا سليمان هي معرفة همس النمل ، فكان يسير عليه السلام يوما فى مقدمة جيشه حين سمع نملة تقول لزميلاتها من النمل «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرونû سمع سليمان عليه السلام كلام النملة ، فابتسم ضاحكا من قولها فكان يسمع همس النمل وينظر دائما أمامه ولا يمكن أن يدوسه أبدا. 

وفى يوم كان سليمان عليه السلام يمر على خيمة الطيور لكي يتفقد الجيش فاكتشف غياب الهدهد «وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين.û وصل الهدهد إلى الخيمة بعد غيبة ليست طويلة. وقال لسليمان عليه السلام قد جئتك من مملكة سبأ بنبأ غاية في الأهمية وجدت قومهم يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله. فأمر سليمان عليه السلام الهدهد ( أذهب بكتابي هذا فالقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون) أنه يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين « إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم û كان رد فعل الملأ هو التحدي ، لكن يبدو أن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساء قومها وقررت أن تلجأ إلى اللين وترسل إليه بهدية ، وأقنعت رؤساء قومها بترك فكرة الحرب مؤقتا حتى تتفقد إمكانيات عدوها ، وصلت هدية الملكة بلقيس إلى النبي سليمان ، كشف الملك سليمان عن رفضه لهديتهم وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال وإنما بشيء آخر «ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين. 

صرف سليمان رسول الملكة وأنتظر حتى تأتيه الملكة بنفسها. وبالفعل جاءت الملكة بلقيس إلى سليمان عليه السلام. فوجدت أمامها موقفين كل منهما أقوى من الآخر ، الأول هو موقفها أمام عرشها الذي سبقها بالمجىء وقد تركته وراءها عليه الحراس ، والثاني موقفها أمام أرضية القصر البلورية الشفافة التي تسبح تحتها الأسماك. «قال لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرّد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .

مثلما كانت حياة سليمان قمة فى المجد الذى يمتلئ بالعجائب والخوارق ، كان موته آية من آيات الله تمتلىء بالعجائب والخوارق ، مات سليمان متكئا على عصاه فظل على وضعه ، ورآه الجن فظنوا أنه يصلى واستمروا فى عملهم ، ومرت أيام طويلة ثم جاءت دابة الأرض ، وهى نملة تأكل الخشب ، وبدأت تأكل العصا بعدها اختل توازن الجسد العظيم فهوى إلى الأرض ، فأدرك الناس أنه مات ، وتبين للجن أنهم لا يعلمون الغيب وعرف الناس هذه الحقيقة أيضا ، لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا يعملون وهم يظنون أن سليمان حى ، بينما هو ميت منذ فترة«فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين.

السابق
قصة علي بن أبي طالب
التالي
دعاء لحل المشاكل العائلية

اترك تعليقاً